وعدتم بالأمن وجلبتم الخوف. الشوارع لم تعد آمنة، الحدود مخترقة، والثقة بالدولة انهارت. وكان يمكن بناء أمن حقيقي عبر المصالحة والعدل، وفهم أن الحياة الآمنة تنبت من السلام لا من ال
وختم دراوشة بالقول إن المجتمع العربي يستحق تمثيلًا أفضل وشراكة حقيقية في صناعة القرار
وأوضح أنه قبل شهرين ظهرت مجددا هذه الطروحات عبر القنوات الإسرائيلية، ومن خلال تصريحات وزير الاقتصاد نير بركات
السؤال الذي يطرح بإلحاح هل انطفأت شعلة الإنسانية؟ أم ما زال في القلب بقية من نور يمكن أن يضيء عتمة هذا العالم النازف والموجع؟!
رغم سوداوية المشاهد لا يمكن أن نستسلم.
في حديث لموقع بكرا مع الصحفي حمزة رضوان من قطاع غزة، كشف عن تفاصيل مأساوية للوضع الإنساني والصحي في القطاع تحت استمرار العدوان الإسرائيلي.
لفت إلى أن اتصالات ومشاورات تُجرى حالياً مع المجموعة العربية والإسلامية، إلى جانب فرنسا وبريطانيا وألمانيا، فضلاً عن روسيا والصين ودول أخرى
لكنّ الحقيقة ليست سوداء، ولا الصورةُ بكاملها قاتمة. فرغم الصعوبات، ما زال هناك في كل مدرسة نافذةٌ مفتوحة، ويدٌ تمتد، ومعلمٌ يُؤتمن، وطالبٌ يبحث عن المعنى.
مَعَ كلِّ نسمةِ فجرٍ ومعَ كلِّ فوْحِ حَبَقٍ نذكُرُكِ
وفي حديث لموقع بكرا مع د. هامة أبو كشك، المحاضرة في قسم الإعلام بالكلية الأكاديمية سبير، قالت: "إن المجتمع العربي في إسرائيل يعاني من إقصاء طويل الأمد
لكن عندما تترسخ قناعة عامة بأنه لا يوجد أبرياء في غزة، مدفوعة بخطاب سياسي وإعلامي يشرعنها، فإن النتيجة الحتمية هي الاستهتار بحياة الإنسان واستمرار قتل المدنيين
بحسب أحد أصدقائهم، أثارت الرسالة غضب الزوجين اللذين شعروا "بإهانة كبيرة" من أن شركة اتصالات دولية تحدد موقع وصولهم على هذا النحو.
مع بدء العام الدراسي الجديد الأولاد العرب يتصدرون أعلى نسب السمنة والوزن الزائد
رشّني يا ربّ
على جفونِ الفجرِ طَلًّا
يسقي أفواهَ الوردِ
وجاءت تصريحات الرئيس الشرع لتؤكد رسميا، ما كتبه مستشاره الصحفي أحمد زيدان في موقع قناة الجزيرة القطرية، والذي دعا فيه بشكل صريح إلى حل جماعة الإخوان.
لم يعد يمضي يوم دون أن يظهر إيتمار بن غفير، ما يُسمى بوزير الأمن القومي، في تصريح أو شريط فيديو مصور يحاول من خلاله التفنن و"ابتكار"
ـ “هذه ليست جنة النهاية… هذه جنة البدايات. كل حلم صدّقته، كل دمعة سامحتها، كل حبّ لم يفسد… هنا يتحوّل إلى بيت.”
تُعد خطة إنشاء مستعمرة E1 التي أقرتها الحكومة الإسرائيلية خطوة تصعيدية خطيرة تهدد مستقبل حل الدولتين وتجهض إمكانية قيام دولة فلسطينية مستقلة
يمامة بغداد: مرافعة أدبية ضد الخراب
قراءة نقدية بقلم: رانية مرجية
مدخل: حين يصبح الأدب محكمة
رواية يمامة بغداد للروائي والمحامي شلال عنوز ليست نصًا سرديًا تقليديًا، بل هي محكمة مفتوحة، تتداخل فيها المرافعة مع الشعر، والشهادة مع الرمز، والجرح مع الأمل. إنّها نصّ يخرج من رحم بغداد المثخنة بالحروب ليقول للعالم: الأدب لا يكتفي بتسجيل المأساة، بل يُحاكمها، يعريها، ويطالب بإنصاف الضحايا.
الكاتب، وهو محامٍ، ينقل خبرته الحقوقية إلى فضاء الرواية، فيحوّل النص إلى وثيقة وجدانية – قانونية، تجمع بين دقة التشخيص وسعة الخيال، وبين صرامة العدالة ورهافة الشعر.
⸻
بغداد كرمز: مدينة تصحو من رمادها
بغداد في الرواية ليست مجرد مكان، بل كائن حي، أنثى جريحة، ويمامة مصلوبة على أسلاك الموت لكنها تصرّ على التحليق.
• الأزقة تنطق كأنها شهود عيان.
• الأنهار تئن كأنها شرايين مثقوبة.
• البيوت تكتب وصاياها على جدرانها المهدّمة.
هذا التأنسن للأمكنة يعكس عبقرية الكاتب، فهو لا يقدّم بغداد جغرافيا صامتة، بل روحًا حيّة، تُحاكم القاتل وتحتضن الضحية في آن واحد. إنها بغداد التي لا تموت، بل تتحول في كل صفحة إلى مرآة لمدن العالم التي تمر بذات المحنة: بيروت، سراييفو، غزة، وحواضر كثيرة لم تسلم من نيران الحرب.
⸻
بنية السرد: بين القصيدة والملف القضائي
الرواية تُكتب على خطّين متوازيين:
1. خط شعري وجداني: حيث اللغة تنساب مثل أنهار من صور واستعارات، تجعل النص أقرب إلى قصيدة طويلة تُقرأ بالعاطفة أكثر مما تُقرأ بالعقل.
2. خط حقوقي-قانوني: حيث يتجلّى وعي الكاتب كمحامٍ، في بناء نصوص تشبه “المرافعات”، إذ يقدّم الشخصيات كضحايا وشهود، ويضع التاريخ في قفص الاتهام، ويجعل من اليمامة رمزًا للشاهد الذي لا يُشترى ولا يُباع.
هذا الجمع بين السرد الشعري والوعي القانوني يجعل الرواية فريدة في نوعها، إذ تحوّل الحكاية إلى مسرح عدالة كوني.
⸻
الشخصيات: أصوات تبحث عن الخلاص
لا تكتفي الرواية بتقديم شخصيات فردية، بل تجعل من كل شخصية صوتًا جماعيًا يعبّر عن شريحة كاملة:
• الأم العراقية التي فقدت أبناءها وتحوّلت دموعها إلى “وثيقة استئناف” ضد قسوة العالم.
• الحبيب الذي يزرع الأمل وسط المقابر، كأنه يكتب تعهّد حياة فوق شهادة وفاة.
• اليمامة، التي تتجاوز كونها رمزًا شعريًا، لتصبح شاهدة حيّة، تنقل الرسائل من السماء إلى الأرض، من الغائب إلى الحاضر.
الشخصيات في يمامة بغداد لا تتحرك بدوافع فردية فقط، بل هي ضمائر حيّة تبحث عن معنى العيش في مدينةٍ تحاول أن تنهض من ركامها.
⸻
اللغة: تزاوج الشعر والقانون
لغة الرواية مشغولة ببلاغة الشعر، لكنها محمّلة أيضًا بصرامة المنطق الحقوقي. ففي مواضع كثيرة، تبدو الجملة كأنها قصيدة، وفي أخرى كأنها مادة قانونية تُتلى في محكمة دولية.
• حين يتحدث الكاتب عن الحب، يكتب بجناح اليمامة.
• وحين يواجه الموت، يكتب بلغة المحامي الذي يرفض الظلم.
• وحين يحاكم الخراب، يكتب كقاضٍ نزيه لا يقبل تسويات.
هذه الازدواجية اللغوية هي التي تجعل الرواية مميزة؛ فهي تُقرأ على أنها قصيدة حب، ومرافعة عدالة، ووثيقة تاريخية في الوقت ذاته.
⸻
المحاور الكبرى في الرواية
1. الحب كفعل مقاومة
الحب في يمامة بغداد ليس عاطفة رومانسية فحسب، بل مقاومة تُعلن أن الحياة ممكنة وسط الرصاص. كل قبلة، كل عناق، كل كلمة حنان، تتحول إلى فعل سياسي يواجه منطق الموت.
2. الموت كحقيقة لا كقدر
الموت في النص ليس نهاية، بل حضور دائم، يمشي في الشوارع، يجلس في المقاهي، يقتحم البيوت. لكنه لا ينجح في أن يخنق الروح، لأن اليمامة تظل تحلّق فوقه.
3. العدالة كوجدان لا كقانون فقط
وعي الكاتب كمحامٍ ينعكس في الرواية بوضوح: العدالة ليست نصًا جامدًا، بل وجدانًا يصرّ على أن لكل ضحية حقًا، ولكل جريمة ذاكرة، وأن الصمت تواطؤ.
⸻
البعد الإنساني والكوني
رغم أنّ الرواية منغرسة في بغداد، إلا أنها تحمل رسالة كونية: الإنسان واحد في كل مكان، والظلم واحد، والحق واحد. من يقرأها في باريس أو نيويورك أو عمّان، سيجد فيها صدى لمدينته الجريحة أو لذاكرته الخاصة.
إنها رواية تتحدث عن الكرامة البشرية، وعن الحق في الحياة، وعن ضرورة أن يكون الأدب شاهدًا لا صامتًا.
⸻
القيمة الأدبية والرسالة العالمية
بجرأة أسلوبه، ومزاوجته بين الشعر والقانون، يقدم شلال عيوط رواية تستحق أن تُترجم إلى كل لغات العالم. فهي ليست مجرد نص أدبي، بل مرافعة إنسانية كبرى ضد الحرب والطائفية والموت.
إنها تذكّرنا أن الأدب ليس ترفًا، بل سلاحًا، وأن المحامي يمكن أن يحمل قلمه كسلاح عدالة، لا يقل خطورة عن أي سلاح آخر، لكنه أكثر إنصافًا وخلودًا.
⸻
خاتمة: اليمامة التي لا تُقيد
يمامة بغداد عمل استثنائي، لأنه يزاوج بين دفء الشعر ورصانة القانون، بين ذاكرة الموت وإرادة الحياة، بين صوت الفرد وصوت الجماعة.
إنها رواية تصلح لأن تُقرأ في كبريات الصحف والملاحق الثقافية العالمية، لأنها تنحاز للإنسان أينما كان، وتعلن أن بغداد – رغم كل شيء – لا تُهزم، وأن اليمامة، مهما أُطلقت عليها النار، ستظل تحلّق لتكتب الحكاية
وأضاف دراوشة أن "هذا التراجع هو ما دفعه للتقارب مع نتنياهو، فبدل مراجعة مواقفه أو تجديد خطابه، اختار الطريق الأسهل وهو الارتماء في حضن نتنياهو تحت شعار الاستقرار السياسي".
القائمة المشتركة ليست هدفًا، بل وسيلة. والمهم دائمًا أن تكون الوسيلة في خدمة المشروع، لا أن يتحول المشروع إلى أداة لخدمة الوسيلة